فصل: (سورة الملك: الآيات 18- 22)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة الملك: الآيات 18- 22]

{ولقدْ كذّب الّذِين مِنْ قبْلِهِمْ فكيْف كان نكِيرِ (18) أولمْ يروْا إِلى الطّيْرِ فوْقهُمْ صافّاتٍ ويقْبِضْن ما يُمْسِكُهُنّ إِلاّ الرّحْمنُ إِنّهُ بِكُلِّ شيء بصِيرٌ (19) أمّنْ هذا الّذِي هُو جُنْدٌ لكُمْ ينْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرّحْمنِ إِنِ الْكافِرُون إِلاّ فِي غُرُورٍ (20) أمّنْ هذا الّذِي يرْزُقُكُمْ إِنْ أمْسك رِزْقهُ بلْ لجُّوا فِي عُتُوٍّ ونُفُورٍ (21) أفمنْ يمْشِي مُكِبّا على وجْهِهِ أهْدى أمّنْ يمْشِي سوِيّا على صِراطٍ مُسْتقِيمٍ (22)}.

.اللغة:

{الطّيْرِ} في المصباح: جمع الطائر طير مثل صاحب وصحب وراكب وركب وجمع الطير طيور وأطيار وقال أبو عبيدة وقطرب: ويقع الطير على الواحد والجمع وقال ابن الأنباري: الطير جماعة وتأنيثها أكثر من تذكيرها ولا يقال للواحد طير بل طائر وقلّما يقال للأنثى طائرة. وفي القاموس واللسان وغيرهما ما خلاصته: الطير مصدر وجمع طائر وقد يقع على الواحد والاسم من التطيّر ومنه قولهم: لا طير إلا طير اللّه وطير اللّه لا طيرك كما يقال: صباح اللّه لا صباحك ويقال أيضا: كأنّ على رءوسهم الطير أي هم ساكنون هيبة وأصله أن الغراب يقع على رأس البعير فيلقط منه القراد فلا يتحرك البعير لئلا ينفر عنه الغراب، وازجر أحناء طيرك أي جوانب خفتك وطيشك.
{صافّاتٍ} باسطات أجنحتهنّ في الجو عند طيرانها.
{ويقبضنها} ويضممنها إذا ضربن بها جنوبهنّ، وسيأتي المزيد في باب البلاغة.
{لجُّوا} تمادوا.
{مُكِبّا} اسم فاعل من أكب اللازم المطاوع لكبه يقال كبّه اللّه على وجهه في النار فأكبّ أي سقط وهذا على خلاف القاعدة في أن الهمزة إذا دخلت على اللازم تصيّره متعديا، وهنا قد دخلت على اللازم فصيّرته لازما، هذا ما ذكره اللغويون وأنكره الزمخشري قال: يجعلون أكبّ مطاوع كبّه يقال: كببته فأكبّ من الغرائب والشواذ ونحوه قشعت الريح السحاب فأقشع وما هو كذلك ولا شيء من بناء أفعل مطاوعا ولا يتقن هذا إلا حملة كتاب سيبويه وإنما أكبّ من باب أنغض وألأم ومعناه دخل في الكب وصار ذا كب وكذلك أقشع السحاب دخل في القشع ومطاوع كب وقشع انكبّ وانقشع. وفي الصحاح ما يؤيد قول الزمخشري قال: أنغض القوم هلكت أموالهم وانفضّوا أيضا مثل أرملوا فني زادهم. وفيه أيضا: ألأم الرجل إذا صنع ما يدعوه الناس عليه لئيما.
و قال أبو حيان: ومكبّا حال من أكبّ وهو لا يتعدى وكب متعد قال تعالى: {فكبت وجوههم في النار}، والهمزة فيه للدخول في الشيء أو للصيرورة ومطاوع كب: انكب تقول كببته فانكب.
وفي القاموس: كبه قلبه وصرعه كأكبّه وكبكبه فأكبّ وهو لازم ومتعدّ.
وعبارة الأساس: أكبّ لوجهه وعلى وجهه فانكبّ: أفمن يمشي مكبّا على وجهه، وكببته وهو مكبوب ومكبوت وكببته في الهوّة وكبكبته وكذلك إذا رمى به من رأس جبل أو حائط، والفارس يكبّ الوحوش وهم يكبّون العشار قال:
يكبّون العشار لمن أتاهم ** إذا لم تسكت المائة الوليدا

ورجل أكب لا يزال يعثر قال عدي:
إن يصبني بعض الهنات فلا ** وان ضعيف ولا أكبّ عثور

ومن المجاز: أكبّ على عمله وهو مكبّ عليه لازم له لا يفارقه قال لبيد:
جنوح الهالكي على يديه ** مكبّا يجتلي نقب النصال

وأكبّ فلان على فلان يطلبه.

.الإعراب:

{ولقدْ كذّب الّذِين مِنْ قبْلِهِمْ فكيْف كان نكِيرِ} الواو استئنافية واللام موطئة للقسم وقد حرف تحقيق و{كذب} فعل ماض و{الذين} فاعل و{من قبلهم} متعلقان بمحذوف صلة الموصول والفاء حرف عطف وكيف اسم استفهام في محل نصب خبر {كان} مقدّم وكان فعل ماض ناقص و{نكير} اسمها وحذفت الياء اتّباعا لرسم المصحف أي إنكاري عليهم.
{أو لمْ يروْا إِلى الطّيْرِ فوْقهُمْ صافّاتٍ ويقْبِضْن} الهمزة للاستفهام الإنكاري والواو عاطفة على مقدّر أي أغفلوا و{لم} حرف نفي وقلب وجزم و{يروا} فعل مضارع مجزوم بلم والواو فاعل و{إلى الطير} متعلقان بـ: {يروا} و{فوقهم} ظرف متعلق بـ: {صافّات} و{صافّات} حال، {ويقبضن} الواو عاطفة و{يقبضن} فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة ونون النسوة فاعل، وسيأتي سر عطف المضارع على الاسم المشتق في باب البلاغة، ومفعول يقبض محذوف أي أجنحتهنّ. {ما يُمْسِكُهُنّ إِلّا الرّحْمنُ إِنّهُ بِكُلِّ شيء بصِيرٌ} الجملة مستأنفة أو في محل نصب على الحال من فاعل {يقبضن} وأعربها أبو البقاء بدلا من الضمير في {يقبضن} ولم أر لهذا الإعراب مساغا، و{ما} نافية و{يمسكهنّ} فعل مضارع مرفوع والهاء مفعول به و{إلا} أداة حصر و{الرحمن} فاعل وإن واسمها و{بكل شيء} متعلقان بـ: {بصير} و{بصير} خبر إن والجملة تعليل للقدرة التي تدخل كل شيء في نطاق علمها.
{أمّنْ هذا الّذِي هُو جُنْدٌ لكُمْ ينْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرّحْمنِ} {أم} حرف عطف بمعنى بل فهي منقطعة و{من} اسم استفهام مبتدأ و{هذا} اسم إشارة خبر و{الذي} بدل من {هذا} أو صفة لاسم الإشارة و{هو} مبتدأ و{جند} خبر ولكن نعت والجملة الاسمية لا محل لها لأنها صلة وجملة {ينصركم} نعت ثان أو حال و{من دون الرحمن} متعلقان بمحذوف حال من فاعل {ينصركم}.
{إِنِ الْكافِرُون إِلّا فِي غُرُورٍ} {إن} نافية و{الكافرون} مبتدأ و{إلا} أداة حصر و{في غرور} خبر المبتدأ والجملة معترضة لا محل لها.
{أمّنْ هذا الّذِي يرْزُقُكُمْ إِنْ أمْسك رِزْقهُ} عطف على ما تقدم و{إن} شرطية و{أمسك} فعل ماض في محل جزم فعل الشرط والجواب محذوف دلّ عليه ما تقدم و{رزقه} مفعول به.
{بلْ لجُّوا فِي عُتُوٍّ ونُفُورٍ} {بل} حرف إضراب وعطف و{لجوا} فعل ماض وفاعل و{في عتو} متعلقان بـ: {لجوا} {ونفور} عطف على {عتو}.
{أفمنْ يمْشِي مُكِبّا على وجْهِهِ أهْدى أمّنْ يمْشِي سوِيّا على صِراطٍ مُسْتقِيمٍ} الهمزة للاستفهام التوبيخي والفاء عاطفة على محذوف مقدّر ومن اسم موصول مبتدأ وجملة {يمشي} صلة و{مكبّا} حال من فاعل {يمشي} و{على وجهه} متعلق بـ: {مكبّا} و{أهدى} خبر و{أم} حرف عطف معادل لهمزة الاستفهام و{من} عطف على {من} الأولى وجملة {يمشي} صلة و{سويا} حال و{على صراط مستقيم} متعلقان بـ: {يمشي}.

.البلاغة:

1- في قوله: {أو لم يروا إلى الطير فوقهم صافّات ويقبضن} عطف الفعل على الاسم والسياق يقتضي أن يقول قابضات وذلك لسرّ لطيف، فإن أصل الطيران هو رصف الأجنحة لأن الطيران في الهواء كالسباحة في الماء والأصل في السباحة مدّ الأطراف وبسطها وأما القبض فطارئ على البسط للاستظهار به على التحرّك فجيء بما هو طارئ غير أصل بلفظ الفعل على معنى أنهنّ صافّات ويكون منهنّ القبض تارة بعد تارة كما يكون من السابح، وخلاصة القول أن الغالب هو البسط فكأنه هو الثابت فعبّر عنه بالاسم والقبض متجدّد فعبّر عنه بالفعل.
2- وفي قوله: {أفمن يمشي مكبّا على وجهه أهدى أم من يمشي سويّا على صراط مستقيم} استعارة تمثيلية وهو مثل للمؤمن والكافر، فالكافر أعمى لا يهتدي إلى الطريق بل يمشي متعسفا فلا يزال يتعثر وينكب على وجهه والمؤمن صحيح البصر يمشي في طريق واضحة مستقيمة سالما من العثور والخرور على وجهه. وهكذا تتجلى طريقة القرآن في التجسيد.

.[سورة الملك: الآيات 23- 30]

{قُلْ هُو الّذِي أنْشأكُمْ وجعل لكُمُ السّمْع والْأبْصار والْأفْئِدة قلِيلا ما تشْكُرُون (23) قُلْ هُو الّذِي ذرأكُمْ فِي الْأرْضِ وإِليْهِ تُحْشرُون (24) ويقولون متى هذا الْوعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِين (25) قُلْ إِنّما الْعِلْمُ عِنْد اللّهِ وإِنّما أنا نذِيرٌ مُبِينٌ (26) فلمّا رأوْهُ زُلْفة سِيئتْ وُجُوهُ الّذِين كفرُوا وقِيل هذا الّذِي كُنْتُمْ بِهِ تدّعُون (27) قُلْ أرأيْتُمْ إِنْ أهْلكنِي اللّهُ ومنْ معِي أوْ رحِمنا فمنْ يُجِيرُ الْكافِرِين مِنْ عذابٍ ألِيمٍ (28) قُلْ هُو الرّحْمنُ آمنّا بِهِ وعليْهِ توكّلْنا فستعْلمُون منْ هُو فِي ضلالٍ مُبِينٍ (29) قُلْ أرأيْتُمْ إِنْ أصْبح ماؤُكُمْ غوْرا فمنْ يأْتِيكُمْ بِماءٍ معِينٍ (30)}

.اللغة:

{زُلْفة} الزلفة: القرب.

.الإعراب:

{قُلْ هُو الّذِي أنْشأكُمْ وجعل لكُمُ السّمْع والْأبْصار والْأفْئِدة قلِيلا ما تشْكُرُون} {هو} مبتدأ و{الذي} خبر وجملة {أنشأكم} صلة والجملة الاسمية مقول القول {وجعل} عطف على {أنشأكم} و{لكم} متعلقان بـ: {جعل} أو في محل نصب مفعول به لـ: {جعلنا}، وقد تقدم الفرق بين الجعل بمعنى الخلق والجعل بمعنى التصيير، و{السمع} مفعول به {والأبصار} عطف على {السمع} {والأفئدة} عطف أيضا و{قليلا} صفة مصدر مقدّم و{ما} زائدة لتأكيد التقليل و{تشكرون} فعل مضارع مرفوع ويجوز إعراب {قليلا} ظرف متعلق بـ: {تشكرون} والجملة في محل نصب حال مقدّرة.
{قُلْ هُو الّذِي ذرأكُمْ فِي الْأرْضِ وإِليْهِ تُحْشرُون} {هو} مبتدأ و{الذي} خبره وجملة {ذرأكم} صلة والجملة مقول القول و{في الأرض} متعلقان بـ: {ذرأكم} و{إليه} متعلقان بـ: {تحشرون} و{تحشرون} فعل مضارع مرفوع والواو نائب فاعل.
{ويقولون متى هذا الْوعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِين} الواو عاطفة و{يقولون} فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل و{متى} اسم استفهام في محل نصب ظرف زمان والظرف متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم و{هذا} مبتدأ مؤخر و{الوعد} بدل و{إن} شرطية و{كنتم} فعل ماض ناقص في محل جزم فعل الشرط وكان واسمها و{صادقين} خبرها وجواب الشرط محذوف أي إن كنتم صادقين فيما تخبرون به من أمر القيامة والحشر فبيّنوا وقته على وجه التحديد.
{قُلْ إِنّما الْعِلْمُ عِنْد اللّهِ وإِنّما أنا نذِيرٌ مُبِينٌ} {إنما} كافّة ومكفوفة و{العلم} مبتدأ و{عند اللّه} ظرف متعلق بمحذوف خبر المبتدأ {وإنما} عطف على {إنما} الأولى و{أنا} مبتدأ و{نذير} خبر و{مبين} نعت والجملتان مقول القول.
{فلمّا رأوْهُ زُلْفة سِيئتْ وُجُوهُ الّذِين كفرُوا} الفاء الفصيحة لأنها أعربت عن جملتين مقدرتين كأنه قيل وقد أتاهم ما وعدوا به فرأوه فلما رأوه، ولما حينية أو رابطة متضمنة معنى الشرط ورأوه فعل ماض وفاعل ومفعول به و{زلفة} حال من مفعول {رأوه} وهو اسم مصدر لأزلف وهو بمعنى اسم الفاعل وأجاز الزمخشري إعرابها ظرفا أي مكانا ذا زلفة، وجملة {سيئت} لا محل لها لأنها جواب لما و{وجوه} نائب فاعل و{الذين} مضاف إليه وجملة {كفروا} صلة.
{وقِيل هذا الّذِي كُنْتُمْ بِهِ تدّعُون} الواو عاطفة و{قيل} فعل ماض مبني للمجهول ونائب الفاعل مستتر أي قال الخزنة لهم، و{هذا} مبتدأ و{الذي} اسم موصول في محل رفع صفة للخبر المحذوف أي هذا العذاب الذي وجملة {كنتم} صلة وكان واسمها و{به} متعلقان بـ: {تدعون} وجملة {تدعون} خبر {كنتم}.
{قُلْ أرأيْتُمْ إِنْ أهْلكنِي اللّهُ ومنْ معِي أوْ رحِمنا} {أرأيتم} الهمزة للاستفهام الإنكاري ورأيتم بمعنى أخبروني فعل وفاعل و{إن} شرطية و{أهلكني اللّه} فعل ماض ومفعول به وفاعل والجملة الشرطية التالية سدّت مسدّ مفعولي {أرأيتم} وقد تقدمت لهذا الإعراب نظائر و{إن} شرطية و{أهلكني} فعل ماض في محل جزم فعل الشرط والنون للوقاية والياء مفعول به و{اللّه} فاعل وجواب الشرط محذوف تقديره فلا فائدة لكم ولا نفع يعود عليكم والواو حرف عطف و{من} عطف على الياء و{معي} ظرف متعلق بمحذوف صلة من و{أو} حرف عطف و{رحمنا} فعل ماض وفاعل مستتر ومفعول به.
{فمنْ يُجِيرُ الْكافِرِين مِنْ عذابٍ ألِيمٍ} الفاء تعليلية ومن اسم استفهام معناه النفي، أي لا أحد، في محل رفع فاعل وجملة {يجير} خبر و{الكافرين} مفعول و{من عذاب أليم} متعلقان بـ: {يجير}.
{قُلْ هُو الرّحْمنُ آمنّا بِهِ وعليْهِ توكّلْنا} {هو} مبتدأ و{الرحمن} خبر وجملة {آمنّا به} خبر ثان و{به} متعلقان بـ: {آمنّا} و{عليه} متعلقان بـ: {توكلنا} والجملة عطف على {آمنّا به}.
{فستعْلمُون منْ هُو فِي ضلالٍ مُبِينٍ} الفاء الفصيحة والسين حرف استقبال وتعلمون فعل وفاعل و{من} اسم استفهام في محل رفع مبتدأ و{هو} ضمير فصل و{في ضلال مبين} خبر {من} والجملة الاستفهامية سادّة مسدّ مفعولي تعلمون المعلقة بالاستفهام.
{قُلْ أرأيْتُمْ إِنْ أصْبح ماؤُكُمْ غوْرا فمنْ يأْتِيكُمْ بِماءٍ معِينٍ} {أرأيتم} تقدم قريبا إعرابها فجدّد به عهدا، والجملة الشرطية سدّ مسدّ مفعوليها و{ماؤكم} اسم {أصبح} و{غورا} خبر أي غائرا ذاهبا في مسارب الأرض لا تناله الدلاء والأرشية والفاء رابطة ومن اسم استفهام مبتدأ وجملة {يأتيكم} خبر والجملة في محل جزم جواب الشرط، و{بماء} متعلقان بـ: {يأتيكم} و{معين} صفة لماء أي ظاهر تتراءاه العيون وأصله معيون بوزن مفعول كمبيع أصله مبيوع فنقلت ضمة الياء إلى العين قبلها فالتقى ساكنان الياء والواو فحذفت الواو ثم كسرت العين لتصح الياء، وقيل هو من معن الماء أي كثر فهو على هذا الاعتبار فعيل لا مفعول والميم أصلية أما على الأول فالميم زائدة لأن الفعل عين.